كان يوض بناي القصب لحنة عصياً من لحون الحنين في خلوة المساء عندما باغته حكيم الجن. لوعته الوحشية في عزلة المراعي، فخاض في أوحال المستنقع المتخلف عن الغدران السيول ليسقطع من عيدان القصب ساقاً دبر منه ناياً لئيماً نعته حكماء الدعاة فقالوا أنهم وجدوا الوحيد في الصحراء التي تمكنت من تحتال على الخفاء، وستجدي من أركانه معشوقاً اسمه الحنين. قبل أن يعارك ساحر القصب لاستدراج الحنين، احتال على المجهول، الفيتنامية أن يسحب الحنين بالصوت، بالأغاني، ولكن أخفق أحيانا، فلم تجد مفردا، للتنفيس عن كربته، غير الدموع وصلت إلى قفاه المجهول، عقب كل إخفاق، وتطلع إلى السماء اللامبالية بعين مغمورتين بالدموع، فلا يكتشف أنه كسب في الرحاب أكثر مما يجب إلا عندما تلسعه شمس الصباح بسياطها البحرية